منوعات

معرض اسطنبول الدولي للكتاب العربي السابع أكبر حدث ثقافي عربي خارج الدول العربية..

“عالم بلا حدود” عنوان معرض اسطنبول
الدولي للكتاب ال7 الذي نظمه كل من اتحاد الناشرين الأتراك، والجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي، وجمعية الناشرين الأتراك في فواري مركزيه في اسطنبول، في الأول من شهر أكتوبر الجاري بحضور مستشار رئيس الجمهورية التركية د. ياسين أقطاي، ووالي اسطنبول حسن چوزن، ورئيس غرفة تجارة اسطنبول شكيب ألداچتش وشخصيات دينية ودبلوماسية من سفارات السعودية والإمارات والكويت، ورؤساء جامعات من مختلف مناطق تركيا، وناشرون أتراك غير مشاركين في المعرض، جاؤوا للتعرف على أصحاب دور النشر العربية، وحشد واسع من الزوار.

 

الإعلامية ماري – راغدة الحلبي واكبت الحدث، وأجرت العديد من المقابلات، وكانت البداية مع مستشار رئيس الجمهورية د. ياسين أقطاي، الذي قال: “نحمد الله ونشكره أننا وصلنا إلى السنة السابعة من تنظيم معرض اسطنبول الدولي للكتاب العربي وهذا ما يشير إلى نجاحنا في إقامة المعرض، سيما وأن هنالك 29 دولة مشاركة في هذا الحدث وأكثر من 250 دار نشر.

وإننا نأمل أن يصبح هذا المعرض أكبر معرض للكتاب العربي في العالم.

 

انتشار الكتاب العربي

أما عباس فقيه، وهو مدير عام مكتبة فيلوسوفيا، اعتاد أن يأتي كل عام من لبنان، ليشارك في معرض اسطنبول، فيقول: “منذ خمسة أعوام بدأنا المشاركة في هذا الحدث حيث كان المعرض صغيرا جدا، لكنه ما لبث أن أصبح كبيرا جدا، بسبب انتشار الكتاب العربي، كما أن الجالية العربية أصبحت كبيرة في تركيا بشكل عام، وفي اسطنبول بشكل خاص، الأمر الذي أدى الى ازدياد عدد دور النشر.

لذلك، أصبحنا نحرص على المشاركة في هذا الحدث، كي يكون لنا دور في نهضة الجالية في تركيا. كما أن العرب هنا، صاروا يفتقدون للكتاب العربي ويحتاجونه أكثر من قبل، خصوصا، وأنهم صاروا يتحدثون بلغة أخرى غير عربية.”

وعندما سألناه عن سبب وجود كتب إنچليزية في جناحه، أجاب قائلا: “لا يخلو الأمر من الكتاب الإنچليزي، فالأهل دائما يتحدثون عن محبة اولادهم للغة الإنچليزية، كالروايات التي يستهويها الجيل الصاعد من عمر 14 – 20 سنة، لذلك يتوجب علينا مواكبتهم بالكتب التي يرغبون في قراءتها.”

 

 

أكبر حدث ثقافي
وعن نشاطات المعرض، تحدث عضو مجلس إدارة الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي، ونائب المنسق العام للمعرض الأستاذ سامر السعدي، فقال:

“يتميز معرض اسطنبول الدولي للكتاب العربي بأنه أكبر حدث ثقافي عربي في تركيا وخارج جغرافيا العالم العربي. ونشكر الله أن الحضور في المعرض ممتاز من اليوم الأول.

طبعا، يتضمن المعرض نشاطات ثقافية عديدة ومتنوعة، وهنالك ازدياد في عدد الأقسام هذا العام. فعلى سبيل المثال، هنالك جناح لأنشطة اليافعين، وآخر لنشاطات طلاب العرب في الجامعات التركية، وجناح للجمعيات النسائية، وقاعات للمحاضرات والندوات والأمسيات الشعرية.”

وعن تقييمه بمدى اهتمام الشباب العربي بالمطالعة، قال: “رغم كل التحديات، وبالرغم من أننا نعيش في بلد غير عربي إلا أن هذا المعرض أصبح ينافس عدة معارض دولية للكتاب في الوطن العربي، خصوصا، وأن الجالية العربية أضحت كبيرة في تركيا.. وأمام الإقبال الجيد للزوار وإصرار الناشرين على المشاركة الدائمة وازدياد عددهم، فهذا يدل على أن المبيعات جيدة، وأن هنالك حضور قوي للكتاب العربي.”

 

إقبال ممتاز
وكان لنا حديث مع صاحب دار نشر ألوان للطباعة والتوزيع الأستاذ عمرو عبدالله عبدالتواب، فقال: “إنها السنة الثانية على التوالي التي أشارك بها في معرض اسطنبول. إذ لاحظنا في العام الماضي أن الإقبال كان ممتازا جدا.. وفي هذا العام، كانت البداية مبشرة لأن الحضور كان حاشدا في حفل الإفتتاح.

ويتميز معرض اسطنبول الدولي للكتاب العربي بتنظيمه الجيد جدا، كما أن إدارة المعرض تبذل قصارى جهدها لتوفير جميع الخدمات للناشرين والزوار، من دعاية وتنظيم الممرات ووسائل وسبل الراحة.

 

تنوع كبير

وكان لنا لقاء مع المنسق العام لمعرض اسطنبول الدولي للكتاب العربي د. محمد أغير أكجا، الذي قال:

“صعب جدا على المرء أن يقوم بعمل ما ويصل إلى الرقم 7، لذلك نحن سعداء جدا بالنجاح الباهر الذي حققناه في معرض اسطنبول الدولي للكتاب. وإن حضور هذا الحشد الهائل من القراء هو الأهم بالنسبة لنا. إذ أعطانا إشارة بأن الإنطلاقة هذا العام قوية..”

وحول ما يتميز به معرض اسطنبول هذا العام عن غيره من الأعوام السابقة، قال د. أكجا: “في العام الماضي، كانت مساحة المعرض 5500 متر مربع، أما هذه السنة، فمساحته تقارب ال 10,000 متر مربع. وطبعا عدد المشاركين ازداد بشكل كبير، فهنالك أكثر من 250 دار نشر من 29 دولة، وهذا الأمر يوفر فرصة تنوع الكتب أمام القارئ، فيجد كل ما يناسب رغباته واهتماماته وأفكاره.”

حصاد السنوات
وعن الأمور التي نتجت عن تنظيم معرض اسطنبول الدولي للكتاب بعد سبع سنوات متتالية، يقول د. محمد:
“في الواقع، نرى أن نتائج معرض اسطنبول إيجابية جدا، ففي السنة الأولى التي نظمنا فيها المعرض كان عدد الناشرين العرب في تركيا 15 ناشرا، أما اليوم صار لدينا أكثر من 80 ثمانين دار نشر. إذ اسس الناشرون أعمالهم في اسطنبول، بعد أن كانوا يطبعون الكتب في مدن مختلفة .

كما بدأت حركة الترجمة بين اللغتين العربية والتركية بشكل لا يمكن تصوره، فهنالك أعداد كبيرة جدا من الكتب تمت ترجمتها من اللغة التركية الى العربية أو العكس.”

 

الرؤيا المستقبلية
وختم د. محمد أغير أكجا حديثه قائلا: “إننا نسعى لأن نجعل هذا المعرض الأكبر خارج الوطن العربي، فإذا ما تجولتم في مختلف أنحائه سترون دولا غير عربية تشارك به، مثل: مقدونيا، بلغاريا، تركستان الشرقية.. وهنالك أيضا قراء من أوزبكستان كازاخستان، أندونيسيا، وماليزيا وجميعهم تجمعهم اللغة العربية.

لذلك، فإننا نرى في المستقبل القريب بأن اسطنبول ستكون موطنا للغة العربية ليس فقط للمغتربين العرب في اسطنبول، بل أيضا للأتراك والعجم الذين يتعلمون اللغة العربية.”

تجدر الإشارة، أن عدد زوار المعرض قد بلغ الستين ألف زائر في الأربعة أيام الأولى من افتتاحه، ويستمر المعرض حتى العاشر من شهر أكتوبر 2022.

الإعلامية ماري – راغدة الحلبي

2022/10/7