تكنولوجيا واقتصاد

هل طغى مفهوم “الاستقالة العظمى” على سوق العمل؟

كشف استبيان بيت.كوم أن 71٪ من المهنيين يفكرون في الاستقالة من وظائفهم الحالية في عام 2023 لإيجاد شغفهم!

 

الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، 20 سبتمبر 2022: أظهر استبيان جديد أجراه بيت.كوم، أكبر موقع للوظائف في الشرق الأوسط، أن أكثر من 7 من 10 مهنيين في المنطقة (71٪) قد سبق أن فكّروا بتغيير مجال عملهم، حيث أشار 42٪ بأنه من السهل تغيير مجال العمل في منطقة الشرق الأوسط.

 

في الواقع، إن الراتب ليس دومًا السبب الرئيسي الذي يدفع المهنيين لتغيير وظيفتهم أو مجال عملهم، فعندما سُئل المهنيون عن السبب الذي يدفعهم لتغيير مجالهم، أشار معظمهم (37٪) إلى رغبتهم في العثور على شغفهم، يليه التعلم وتحدي أنفسهم بتجربة أمور جديدة (33٪)، ثم الحصول على حزمة تعويضات أفضل (18٪)، والعمل في المجالات التي لديها فرص أكثر (13٪).

 

وتعليقاً على الاستبيان، قالت عُلا حداد، المديرة الإدارية للموارد البشرية في بيت.كوم: “لقد شهدت الاستراتيجيات التي يعتمدها المهنيون للتخطيط لمساراتهم المهنية تغييرات سريعة. ويسلط استبياننا الأخير الضوء على العوامل التي تهم المهنيون في الشرق الأوسط خلال الأوقات الصعبة، كما يكشف عن توقعاتهم المهنية والمالية وأهدافهم الشخصية. ويجب على أصحاب العمل إجراء عمليات التوظيف في شركاتهم على نحو يتوافق مع النهج الحالي في السوق، والذي يوفر للباحثين عن وظائف مجموعة واسعة من الفرص والإمكانات التي تلبي احتياجاتهم”.

 

إن العديد من المهنيين الذين يغيرون وظائفهم يميلون للبقاء في نفس مجال عملهم، فقد صرح أكثر من نصف المجيبين (51٪) أنه من الضروري العمل في نفس مجال تخصصهم الدراسي، في حين قال 49٪ أنهم لا يمانعون العمل في مجالات مختلفة.

 

ومن الطبيعي أن يبحث المهنيون عن وظيفة أخرى متعلقة بمجال اختصاصهم عند رغبتهم في تغيير وظيفتهم الحالية، فمن الممكن استخدام نفس المهارات والخبرات في أكثر من مجال. وبحسب الاستبيان، يتمثل التحدي الأكبر المرتبط بتغيير مجال العمل في اكتساب المهارات والخبرة المطلوبة (41٪)، وإيجاد الوظائف المناسبة (27٪)، ومعرفة معلومات حول مجال العمل أو الدور الوظيفي الجديد (18٪)، بالإضافة إلى إعادة كتابة السيرة الذاتية والرسالة التعريفية (14٪).

 

ويعتقد غالبية المجيبين (51٪) أنه من الضروري دومًا تلقي تعليم أو تدريب إضافي قبل تغيير مجال العمل، في حين تعتقد نسبة 38٪ بأنه من المهم تلقي تدريب في بعض الحالات فقط، أما نسبة 11٪ فقد صرّحت بأنه من غير الضروري اكتساب مهارات جديدة قبل تغيير مجال العمل. ومن المعلوم بأنه عندما يتمتع المهنيون بالمهارات الضرورية لنجاح الشركات، يصبح تغيير الوظيفة مهمة أكثر سهولة وبساطة.

 

وعلى الرغم من زيادة عدد المهنيين الذين يفكرون في تغيير وظائفهم، إلا أن معظمهم يأخذون بعين الاعتبار بعض الأمور ويتبعون استراتيجيات دقيقة قبل القيام بهذه الخطوة، إذ يعتقد 16٪ من المجيبين أنه من الأفضل البقاء في وظيفتهم لمدة عام على الأقل قبل الانتقال إلى وظيفة أخرى، فيما تعتقد نسبة 26٪ أنه من الأفضل البقاء لفترة تمتد من عام إلى ثلاثة أعوام، في حين صرح 29٪ بأنه يُفضَّل البقاء في وظيفتهم لمدة تتراوح من ثلاثة إلى خمسة أعوام قبل تغييرها، أما نسبة 30٪ فقد صرّحت بأن فترة بقاء المهنيين في وظيفة معينة غير مهمة.

 

استراتيجيات البحث عن عمل

 

يتطلب تغيير مجال العمل استراتيجيات وأدوات مخصصة تساعد المهنيين في عملية الانتقال. ويتفق معظم الباحثين عن عمل أنهم يحتاجون إلى مساعدة في كتابة سيرة ذاتية احترافية (45٪) كي يتمكنوا من إيجاد وظيفة جديدة، بالإضافة إلى البحث عن فرص وظيفية جديدة (31٪)، والتواصل مع المهنيين في مجال العمل المستهدف (13٪)، ومعرفة السوق ومجال العمل (11٪).

 

وتتمثل أول خطوة يجب أن يتخذها المهنيون لتغيير مجال عملهم بنجاح في إنشاء سيرة ذاتية جديدة لمجال العمل المرغوب (50٪)، واكتساب المهارات التي تنقصهم (22٪)، والتأكد من أنّ خيارهم في تغيير مجال العمل هو خيار مناسب آخذين بعين الاعتبار خبراتهم السابقة (17٪)، وإجراء الأبحاث حول اتجاهات السوق والفرص المتاحة (11٪).

 

ووفقاً للمجيبين، فإن دور مواقع التوظيف عبر الإنترنت يتمثل في توفير الدعم للمهنيين عند تغيير وظائفهم من خلال مساعدتهم على إيجاد وظائف جديدة (83٪)، وتعلم مهارات جديدة (8٪)، والحصول على سيرة ذاتية احترافية (6٪)، والتعرّف على مجالات العمل وكيفية تسويق مهاراتهم (3٪).

 

تم جمع بيانات استبيان بيت.كوم حول “تغيير مجال العمل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” عبر الإنترنت خلال الفترة الممتدة ما بين 31 يوليو وحتى 1 سبتمبر 2022، بمشاركة 3,097 شخص من الإمارات، والسعودية، والكويت، وعُمان، وقطر، والبحرين، ولبنان، والأردن، والعراق، وفلسطين، وسوريا، ومصر، واليمن، والمغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، والسودان، وغيرها.