لقاء معايدة فصحية في مطرانية سيدة النجاة
في اطار المعايدة الفصحية للاكليروس والراهبات في زحلة والبقاع، إستضافت مطرانية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك لقاء للمطارنة والكهنة والرهبان والراهبات بحضور رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، راعي أبرشية زحلة المارونية المطران جوزف معوض، راعي أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذوكس المتروبوليت أنطونيوس الصوري وراعي أبرشية زحلة للسريان الأرثوذوكس المطران بولس سفر و رؤساء الأديار.
كانت بداية اللّقاء بترانيم فصحيّة، أدّتها جوقة المطرانية ومن ثم قراءات فصحية للأساقفة.
المطران ابراهيم
المطران ابراهيم افتتح الكلام وتوجه بمعايدة للجميع وقال :
” المسيح قام … حقاً قام ونحن شهود على ذلك.
اهلاً وسهلاً بأصحاب السيادة وبالإخوة الكهنة والأخوات الراهبات والإخوة الرهبان، الجوقة وكل من حضر هذا اللقاء. طيلة فترة اسقفية في بلاد الإغتراب لم اشهد مثل هذا اللقاء، هذه العادات الجميلة. انه لأمر جميل جداً ان نجتمع سوياً للمعايدة ونرتل سوياً بالرغم من الإنشغالات الكثيرة ، هذه القاعة تضج اليوم بالرسل الجدد المعاصرين، اصحاب الأناجيل الجديدة التي يحملونها في خدمتهم وفي قلوبهم ويبشرون بها. الكنيسة لم تمت والروح لا يموت فيها، وهذا لا يعني ان نبقى نحمل فقط هذا الإرث العظيم الذي اعطي لنا في الماضي، لكن نبني في الحاضر الإرث الذي يخصنا ونسلّم للمستقبل هذا الإرث الذي نبنيه. لا يجوز ان نفكر ان كل شيء معطى لنا معلّب من الماضي مهما كان هذا الماضي غني، الكنيسة كنز التاريخ وضمير التاريخ وتتابع هذا الدور في كل واحد منا، ليس فقط ضمن اطار العمل في الرعية والكنيسة لكن ايضاً في كل مكان نتواجد فيه. ليس هناك حدود لأرض التبشير المفتوحة امامنا. الرسل في ذلك الوقت كانوا يؤسسون ونحن بعد الفي سنة ما زالنا في طور التأسيس لأن الكنيسة في حركة دائمة بين الماضي والحاضر والمستقبل كما ذكرت وهي تعوّل علينا كي نكمل هذه المسيرة. ولا يجوز ان نسمح لتقاليد معينة ان تسيطر علينا ونتحول احياناً في مواسم الفرح وكأننا في مواسم حزن. على الكنيسة ان تحيي نفسها وتعيش اللحظات المعطاة لها خلال السنة الليترجية . علينا ان نتعلم من بعضنا ان نعلي صوتنا ونقول ما نريد بدون خجل. انا في بعض الأوقا اتعجب كيف يسوع خطب في جمع ضم خمسة آلاف، في ذلك الوقت لم هناك ادوات صوت ولا ميكروفون ولا وسائل اعلام، معنى ذلك انه كان يصرخ ليسمعه الجمع . دعوا الطاقة الموجودة فيكم تتجدد دائماً ولا تخافوا ان تعبّروا . المسيح قام .”
المطران معوض
راعي ابرشية زحلة المارونية المطران جوزف معوض قال في كلمته :
” شكراً سيدنا ابراهيم على استضافتك اليوم وانشاءالله هذه المسيرة التاريخية تستمر معكم وانشاءالله تبقى سيدة النجاة هي الجامعة.
نحن اجتمعنا اليوم لنعلن ان المسيح قام من بين الأموات. هذا هو ايماننا وهذا ما نشهد له، وفي الوقت الذي نؤدي فيه هذه الشهادة من خلال لقاءاتنا ومن خلال الليترجية ومن خلال حياتنا بلدنا لا يزال يمسي في الجلجلة ولكن هذه المناسبة اليوم هي التي تعطينا الرجاء في قلب الآلام التي نعيشها، خاصة اننا نؤمن ان يسوع المسيح الذي قام من بين الأموات لا يزال معنا وباقٍ معنا وموجود معنا اليوم في وسط الآلام والصعوبات الإقتصادية والمعيشية التي نعيشها وهذا ما يقوينا لكي نصبر عليها ونحول هذه الالام الى آلام مخاض، كما اننا نؤمن ان يسوع المسيح القائم من بين الأموات هو الذي يسير معنا في آلامنا هو القادر كما اجتاز الصليب الى القيامة ان يجعلنا نجتاز صلباننا الى قيامة جديدة. هذه القيامة التي نتمناها لوطننا هي قيامة نحن مدعوون ان نعيشها على الصعيد الروحي ونعيشها عندما نعبر من الإنسان القديم الى الإنسان الجديد ونتحول على صورة السيد المسيح، اي المسيح المنتصر في قلبي على الأنانية، ينتصر في قلبي على الإنكماش، ينتصر في قلبي على التقاليد البالية التي تحدث عنها سيدنا ابراهيم، وعندما انتصر بالمسيح المنتصر اصبح انساناً جديداً، وهذا الإنسان الجديد هو ليس فقط خيراً لنفسه بل هو خير للجماعة هو الذي يبني الشراكة كما نفعل نحن في زحلة، هذه الشهادة الجميلة التي نؤديها عندما نتلاقى سوياً كأساقفة وكهنة وراهيات ومؤمنين، هذا الإنسان الجديد يبني الشراكة من خلال اعترافه بقداسة بعضنا البعض، نحن نعترف ان الحياة نعمة في كل كنيسة هكذا يقول المجمع الفاتيكاني الثاني، نعترف بالكنوز الكبيرة الموجودة في التقاليد الليترجية في كل الكنائس .
هذا هو الإنسان الجديد الذي يبني الشراكة وبعترف ان كل انسان له دور وكل كنيسة لها دور وكل كنيسة تساهم ببناء الشركة بيننا جميعاً.
بهذه الروحانية التي نستمدها من عيد القيامة المجيدة التي تجعلنا اشخاصاً جدداً بالمسيح المنتصر، مجدداً مع اصحاب السيادة اتمنى لكم جميعاً عيداً مباركاً . المسيح قام.”
المتروبوليت الصوري.
راعي ابرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت انطونيوس الصوري كانى له كلمة معايدة ومما قال :
” نشكر الرب الذي جمعنا اليوم في هذا المكان المبارك لكي نحتفل سوياً ونؤكد سوياً على الإيمان الجوهري في حياتنا المسيحية الذ هو ان المسيح قام. في الحقيقة انه كلما نرسم اشارة الصليب على وجوهنا كلما نعترف ان مريم هي الثيوتوكس والدة الإله، وكلما نقر ان ام الله المتجسد هو الذي صلب ومات وقام وصعد الى السماوات لأجلنا وأرشل الروح القدس، هذه كلها مناسبات فرح التي تحدث عنها سيدنا ابراهيم ومناسبات شركة لأن هذا الإيمان هو ايمان مشترك، ونحن عندما ندعو ونصلّي نوجه صلاتنا الى الرب يسوع ، وهذا امر عميق جداً وجميل في داخلنا اذا كنا نفكر ان كل من يدعو بإسم الرب يسوع بهذا الإيمان الثابت انه هو المخلّص والرب والملك، هذا الإنسان يكون في مسيرة التجدد الذي هو مسيرة التوبة، وكلنا في مكان معين علينا ان نفكر كيف نعيش هذه التوبة لكي تصبح كل كنيسة من كنائسنا مكان تجلّي لنور القيامة، وحتى هذا النور يشع في كل العالم لفرح وخلاص العالم.
وفي هذا الزمن الرديء الذي نعيش فيه ليس لنا رجاء الا بالرب القائم من بين الأموات، وكما يقول الكتاب “الإتكال على الله خير من الإتكال على الرؤساء” . نحن في هذا البلد الكل كما يقول بولس الرسول ” اخطأوا وأعوزهم مجد الله ” نحن كلنا ايضاً خطأة ولكن هذا البلد لن يقوم الا اذا نحن كمؤمنين قمنا مع المسيح، والا اذا نحن كإكليروس كنا نشهد شهادة نقية، شهادة حق لحق المسيح ومحبته لأجل انصاف المسكين والبائس والمظلوم الذين اصبحوا كثراً في هذا الزمن.
جاء في العهد القديم ” من انين البائسين ومن صرخة المسكين الآن اقوم يقول الرب، اصنع الخلاص واستعدل به ” . نحن كمؤمنين واكليروس وكنائس في هذا الزمن علينا شهادة ودور كبير ان نبث روح الرجاء في هذا العالم، في شعبنا، في اهل المدن والقرى التي نعيش فيها، روح الرجاء اننا بالمسيح نغلب وبالمسيح سيقوم هذا البلد وبالمسيح سيتغير وجه الكون، ولكن علينا نحن ان نتغير اولاً، اذا لم اصبح انساناً جديداً بالمسيح الذي مات وقام من أجلي عبثاً اطلب التغيير في اي مكان . نسأل الرب ان يعطينا بصلوات السادة الأساقفة والآباء وكل الشعب المؤمن ان نتغير نحن اولاً حتى نصير على صورة المسيح الغالب الموت، نغلب الموت والخطيئة في حياتنا، نغلب الأنانية والكبرياء والمصلحة وحب السلطة ونمتد نحو بعضنا البعض، نحو الإنسان الآخر بهذه المحبة التي تغدو فرحاً وحياة جديدة بالروح القدس، نسال الرب ان يعطينا انه عندما نقول المسيح قام نكون فعلاً قد قمنا معه حتى يصير العالم مكاناً افضل. المسيح قام.”
خنام الكلمات كانت مع راعي ابرشية زحلة للسريان الأرثوذكس المطران بولس سفر الذي قال: ” هذا اول عيد للمطران ابراهيم معنا، نتمنى ان تكون كل ايامك قيامة وفرح. نحن مسرورون ان نجتمع اليوم بعد غيبا سنتين بسبب جائحة كورونا، نشكر الله اننا اجتمعنا السنة بخير وسلام ونعيّد هذا العيد. هناك اشياء تتمتع بها مدينة زحلة اننا نظل نسمع اجراس الكنائس ونسمع تراتيل ونسمع اصوات التسبيح والتمجيد والقداديس تملأ الجو سلاماً وتقدس اجواء المدينة، وتشعر الناس انها تعيش في مدينة مسيحية فيها روح وحياة وقيامة وفرح، وهؤلاء المؤمنين جميعاً يتشاركون هذه المناسبات الجميلة.
اتمنى للجميع اياماً سلاميةـ اتمنى لهذه المدينة الفرح والسلام واتمنى لكل الحاضرين من كهنة ورهبان وراهبات وكل المؤمني والرعايا التي تخدمونها ان تعيش فرح القيامة، وانا اثني على كلام سيدنا انطونيوس عندما تحدث عن موضوع الشهادة المطلوبة منا. دائماً الكنيسة والرسل والآباء كان لديهم دوراً مهماً انه في الأيام الصعبة الكنيسة كانت تشهد لإيمانها وتشهد لمسيحها وتشهد لقيامته،والكنيسة اليوم التي هي جماعة المؤمنين والإكليروس في وسطها، لدينا مهمة في هذا الزمن الصعب حيث الناس تعيش البؤس نتيجة الفقر والحاجة والضيقة الاقتصادية والمعيشية والظروف السياسية ومهاترات السياسيين وشد الحبال، يستعملون الناس للتحريض على بعضهم، نحن لدينا دور وشهادة في هذا الموضوع ان نمنح السلام للعالم ونحكي لهم عن يسوع ونبث روح السلام وروح المحبة بينهم لكي تهدأ هذه الموجة ويكون ربنا الذي هدأ الموج والعاصفة، يستعلمنا كأدوات حية بين يديه لنهدء نفوس الناس ونشجعها لتتجاوز هذه الأزمة. كلنا لدينا هذا الدور وبالأخص نحن كرجال دين ان نبث روح الرجاء عند الناس لنتمكن من اجتياز هذه الأيام الصعبة التي نمر بها بكل الطرق المادية والروحية والإجتماعية.
المسيح قام.”
وفي ختام اللقاء اقيم كوكتيل للمناسبة.